عيد الأضحى
تتيح لك أيام عيد الأضحى الفرصة لتقديم الشكر، ومشاركة غيرك الطعام، وتقوية إيمانك بالله سبحانه وتعالى.
لقد أنعم الله عليك، إذ تقضي عيد الأضحى في مكة المكرمة. تستهل بالصلاة أول أيام الاحتفال بالعيد، الذي يُكرِّم إبراهيم عليه السلام على استعداده للتضحية بابنه لله تعالى. تجتمع أنت ومجموعة كبيرة من المؤمنين لإقامة صلاة العيد ثم للاستماع لخطبة حول أهمية الطاعة وزيادة الثقة بالله.
يوجه لك السكان المحليون دعوات كريمة لتشاركهم طعامهم، فلمثل هذه المناسبة الخاصة اقتنوا كبشا واعتنوا به، ويدخل رب الأسرة فناء صغيرا ليذبح فيه هذا الكبش قربة إلى الله جل وعلا. وسرعان ما تتحول الأضحية إلى طعام، لحم طازج في غلاف من الدهن تتخلله شرائح البصل السميكة. ويُشوى هذا الكباب ببطء على النار مباشرة.
أما في الداخل، فيقوم رب الأسرة بطهي لحم الأضحية. تزداد حرارة الفرن وسرعان ما تتصاعد الرائحة من مزيج لحم الضأن الليِّن والكزبرة والثوم والفلفل وتملأ جنبات المنزل. وعندما يحل المساء يتوافد الأهل والأصدقاء إلى المنزل. في ملابس أنيقة ينضمون إلى وليمة العيد. وفي وقت لاحق يتم تبادل الهدايا. فيهدي مضيفك زوجته قلادة بسيطة ولكنها أنيقة من الخرز الخشبي المنحوت، وفي المقابل تهديه هي عطراً من العنبر والعقيق المدخن. وتتلقى ابنتهم الصغيرة كتاباً يحوي مجموعة من القصائد.
في اليوم التالي، تستيقظ على رائحة الكبد المقلي تنتشر في أرجاء المنزل. وبفضل الأضحية سيكون هناك إفطار شهي للجميع. وفي وقت لاحق، تجتمع العائلة لتقسيم الأضحية فتحتفظ الأسرة بالثلث، ويمنح الأقرباء والأصدقاء الثلث الثاني، في حين يعطى الثلث المتبقي إلى الفقراء والمحتاجين. لن يعرف أحد الشعور بالجوع أثناء العيد.
يتم إعداد العشاء على الرغم من أن الوقت ما يزال مبكراً. يوقد مضيفك النار، ويلقي الضوء المنبعث من ألسنة النار المتوهجة مسحة ذهبية على الفناء. توضع قطعة لحم كبيرة في سيخ ثم توضع على النار. يبدأ مضيفك عملية الطهي بتأن بفرشاته وطبق من الزبدة المذابة. الليلة تتناول الشواء، تكاد تتذوق اللحم الليِّن المتبل بالكمون والملح. لقد تعرفت حقا وعن كثب على بركات عيد الأضحى وأيام التشريق.