وفقاً للعقيدة الإسلامية، فإن الله سبحانه وتعالى أمر أبا الأنبياء إبراهيم عليه السلام أن يصطحب هاجر وابنهما إسماعيل عليهما السلام من الخليل (في فلسطين في الوقت الحالي) إلى وادي بكة البعيد. وتركهم إبراهيم عليه السلام هناك وليس معهم سوى قربة ماء وكيس من التمر، وقال لهاجر إن الله سوف يرزقها وولدها.
وحين نفد الطعام والماء ركضت هاجر سبع مرات بين جبلي الصفا والمروة بحثاً عن الماء أو طلباً للغوث من قافلة عابرة. وبعد المرة السابعة سمعت صوتاً وصاحت طلباً للعون، وضرب ملاكٌ الأرض بكعبه فتفجَّر الماء العذب، وبشرها بأن إسماعيل وأباه عليهما السلام سيبنيان بيتاً لله في هذه البقعة.
وسميت هذه العين زمزم (ومعناه: جمع الماء ورد أطرافه) وجذبت إليها العرب الرحل الذين استقروا قريباً منها. وبعد آلاف السنين ولد خاتم رسل الله: محمد صلى الله عليه وسلّم. وعندما بلغ 40 سنة، تلقى الوحي لأول مرة في غار في جبل النور شمال مكة. وبدأ النبي صلى الله عليه وسلّم دعوته إلى عبادة الله الواحد في مكة المكرمة، وبعد اثني عشر عاماً، أُخرج من بلدهِ إلى يثرب التي سميّت فيما بعد المدينة المنورة. وكانت سنة الهجرة هذه بداية التقويم الإسلامي.
وفي عام 632م، وبعد عقد من الهجرة، قام رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالحج إلى مكة. وتعد الرحلة إلى مسقط رأسه، صلى الله عليه وسلّم، مثالاً يحتذيه المسلمون – بغض النظر عن مكان إقامتهم – إلى يومنا هذا.